آخر الليل
بقلم / حسام جمال الدين
فى تلك الزاوية البعيدة المظلمة من الشرفة ، اجلس وحيداً ، شعورى بالخذلان كشعور رواية لم يكملها قارئها وتركها منسية مغبرة فى رف معتم ، تلك الجنية التى أعشق تأتى عندما لا أفكر فيها وإن فكرت لا تأتى ، تتلذذ بالغياب وتسمتع بالحضور المباغت ، تلك الساحرة العنيدة ، لكن ذنبى أنى عشقت جنية ، أقلب فى صفحات رواية علها تأتى وأقرأ قصيدة علها تطل من غياهب الحرف ، أقرأ القصيدة متأنياً لعل فى حروفها ما يفك طلاسم الغياب الممض ، أستجدى الحرف أن يجود وأن يرضى وتنزف الكلمات منى وجعا ، ساحرة عيناها كغابات عشق بكر لم تدنس ولم تطأها قدم عاشق ولا رأتها عين محب ، هى الرواية والراوى والمروى عنه ، وهى القصد وهى القصيدة ، إن اتت تأت على اجنحة الخيال وآتيها على صهوة الحرف تأتى على أجنحة الخيال فيركض الحرف منسابا عشقا فوق مساحة الورق البيضاء التى تشبه أحلامى فيها ، تترك فى روحى بعضا منها ، فأنا درويش ومجنون فى ليلها وهى متلذذة بجنونى وغيابها