أكياس رملية لدرء خطر الفيضانات عن المنازل

85

كتب/ أيمن بحر

عندما استيقظ أحد المواطنين السودانين في الثالثة من صباح الخميس 3 سبتمبر 2020 بصوت انهمار المياه داخل غرفة نومه في منزله بالحي الشرقي بمدينة سنجة وسط السودان كان يعتقد أن الأمر مجرد حلم لكن ما هي إلا ثوان معدودة حتى بدأ يتلمس الحقيقة المحزنة من خلال أصوات الاستغاثات التي كانت تنطلق من كل مكان في أحياء المدينة الهادئة التي فاجأها غضب النيل الأزرق وحول حياة سكانها وسكان العديد من القرى والمناطق المجاورة إلى مأساة.

وخلال دقائق محدودة فقدت أسرة المواطن معتوق البالغ من العمر 66 عاما والذي يعاني أمراض المفاصل كل ما تملكه من متاع الدنيا قبل أن تتمكن مجموعة من المتطوعين من إجلائها إلى مكان أقل تأثرا.

أسرة معتوق واحدة من أكثر من 10 آلاف أسرة أصبحت بلا مأوى وبلا مصدر رزق حيث جرف الفيضان قرى وأحياء بالكامل وغمر معظم الأسواق الرئيسية في مدينة سنجة والعديد من مناطق ولاية سنار التي تبعد آخر نقطة منها بأقل من 200 كيلومترا عن خزان الرصيرص القريب من الهضبة الأثيوبية التي تشهد معدلات غير مسبوقة من هطول الأمطار.

ويقول معتوق إنه لم يرى في حياته دمارا بهذا الحجم مضيفا: أصبحت لا أملك الآن سوى هذا الجلباب الذي أرتديه ولولا رحمة الله ونخوة الشباب لجرفتني المياه كما جرفت كل ما أملك من متاع وأوراق ثبوتية .

وقال والي سنار الماحي سليمان إن جهودا كبيرة تبذل لإنقاذ الآلاف من السكان القاطنين قرب مجرى النهر في عدد من مناطق الولاية مشيرا إلى أن الأمر أصبح أكبر بكثير من قدرة السلطات المحلية في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها السكان هناك.

ويصف الناشط خالد محمد عبدالباقي الوضع في معظم مناطق الولاية بالمأساوي خصوصا في ظل محدودية إمكانيات الحكومة المحلية والدمار الكبير الذي لحق بالمؤسسات والأنشطة الخدمية كالكهرباء والمراكز الصحية والأسواق ومواقع الإنتاج.

وأبدى عبدالباقي تخوفه من انتشار العديد من الأمراض بسبب سوء الأحوال البيئية وتوالد الناموس والحشرات مشيرا إلى الحاجة العاجلة لتوفير المأوى والغذاء لعشرات الآلاف من السكان المتضررين وخصوصا الأطفال وكبار السن وتتزايد المخاوف أكثر في ظل الارتفاع المتواصل في منسوب النيل الأزرق بفعل كثافة الأمطار في الهضبة الأثيوبية.

الأمر الذي انعكس أيضا على الأوضاع في مناطق أخرى كالجزيرة والخرطوم التي سجل فيها المنسوب صباح يوم الخميس 17.58 مترا وهو أعلى مستوى على الإطلاق.

وشهد العديد من مناطق السودان فيضانات كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية مما زاد من الخسائر المادية والبشرية لموجة الفيضانات الحالية التي بدأت نهاية يوليو.

ووفقا لإحصاءات صادرة عن المجلس القومي للدفاع المدني فقد وصل عدد الضحايا حتى الآن أكثر من 90 قتيلا فيما تعرض أكثر من 55 ألف منزل لانهيار كلي أو جزئي.