” الزواج لا يخضع للتجربة “
” الزواج لا يخضع للتجربة “
بقلم ساره مصطفى شوقى
الزواج عبارة عن نشأة حياة جديدة بين طرفين ليكملا هذه الحياة و يشاركان سويا فى بنائها بالحب والعطاء والمودة والرحمة والسكن حتى وإن كان مختلفين في الطباع فليس بالضرورة أن يكونوا متطابقين أو متشابهين
و كما قال الله عز وجل سبحانه وتعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
صدق الله العظيم
سورة الروم الايه 21
واليكم تفسير الايه
يقول تعالى ذكره: ومن حججه وأدلته على ذلك أيضا خلقه لأبيكم آدم من نفسه زوجة ليسكن إليها، وذلك أنه خلق حوّاء من ضلع من أضلاع آدم.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ) خلقها لكم من ضلع من أضلاعه.
وقوله: (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) يقول: جعل بينكم بالمصاهرة والختونة مودة تتوادّون بها، وتتواصلون من أجلها، (وَرَحْمَةً) رحمكم بها، فعطف بعضكم بذلك على بعض (إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) يقول تعالى ذكره: إن في فعله ذلك لعبرا وعظات لقوم يتذكرون في حجج الله وأدلته، فيعلمون أنه الإله الذي لا يُعجزه شيء أراده، ولا يتعذّر عليه فعل شيء شاءه.
ولكن مع الأسف الشديد نرى الان الكثير من الشباب والشابات يتعاملون مع الزواج بانه تجربه وهذا طبعا غير صحيح
فالزواج أعظم العلاقات على وجه الارض
ومن يتعامل مع الزواج بأنه تجربه فهو لا يفقه شيئا عنه
ولا يفقه شيئا عن قوله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
.{وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أفضى بَعْضُكُمْ إلى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً}
صدق الله العظيم سورة البقرة الايه 21
والميثاق هو: العهد يؤخذ بين اثنين، ساعة سألت وليها: (زوجني) فقال لك: زوجتك، ومفهوم أن كلمة الزواج هذه ستعطي أسرة جديدة، وكل ميثاق بين خلق وخلق في غير العرض هو ميثاق عادي، إلا الميثاق بين الرجل والمرأة التي يتزوجها؛ فهذا هو الميثاق الغليظ، أي غير اللين، والله لم يصف به إلاَّ ميثاق النبيين فوصفه بأنه غليظ، ووصف هذا الميثاق بأنه غليظ، ففي هذه الآية {أفضى بَعْضُكُمْ إلى بَعْضٍ} فهنا إفضاء وفي آية أخرى يكون كل من الزوجين لباسا وسترا للآخر {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} لهذا كان الميثاق غليظا، وهذا الميثاق الغليظ يحتم عليك إن تعثرت العشرة أن تتحملها وتعاملها بالمعروف،
فكيف يستهان بهذا الميثاق الذى وصفه الموالى عز جل سبحانه وتعالى بالميثاق الغليظ
وكيف يشبه بالتجربه أو يتعاملون معه انه تجربه
وإن لم تفهموا معنى هذا المثاق الغليظ فلا تتزوجوا لانه ليس بعبث أو لهو ولا تجربه محتمل بها النجاح أو الفشل لا يخضع الزواج لمثل هذه المعايير التافه
أفعلواه بجد أفعلواه بالاستعانة بالله أفعلواه بصدق وإخلاص وحرص شديد جدا على بقائه مهما تكلف الأمر
نعم مهما تكلف الأمر من صبر وتعب وتضحيات وغيرها من الأشياء والخصال الطيبه التى تطيب بها المعاشره والحياة
أحترموا زواجكم أحترموا ميثاقكم الغليظ لكى تحترموا انفسكم
اذا أقدمت على الزواج واذا تزوجت بالفعل فلا تفكر ابدا فى أن يكون زوجك إختبار قابل للنجاح أو الفشل
لا لا لا
فهذه الأفكار هى ما يفشل الحياة الزوجية وتفشل معها أنت أيضاً
إنما الزواج حياة قائمه لا مجال لها بالفشل لا مجال لها بالخضوع للاختبارات
هى أما تنجح أو تنجح لا خيار آخر
ولكى تنجح يجب عليكم مشاركة هذه الحياة معا شاركوا بعضكم حياة كلا منكم مع الاخر ينتج حياة واحده تسمى الحياة الزوجية والاسريه ، شاركوا بعضكم بها كل شىء حتى الاشياء البسيطه هوايتكم خروجاتكم أحلامكم حتى أختلافكم نعم حتى أختلافكم تشاركاه سويا
فمن منا متطابق مع أى شخص مائه بالمائه
فمن منا تربى ببيت مع اخواه واباه واتفق معهم مائه بالمائه
نحن نختلف حتى مع أخواتنا الذى تربينا سويا نفس التربيه ونفس الاسرة ونفس كل شىء مع ذلك نختلف معهم
إذا فالاختلاف شئ طبيعي ، ويجب علينا التعامل معه وليس رفضه ، فرفض الاختلاف لا يحل شئ ابدا بل بالعكس يزيد من المشاكل والخلاف أكثر فا أكثر
ويجب عليكم التعلم كيف يتم التعامل مع هذه الاختلافات وليس الهروب منها
ولكى نتعامل معه تعاملا صحيحاً
يجب عليكم تقبل كلا منكم الآخر وتقبل اختلافه
ومحاوله مشاركة هذه الاختلافات وجعلها جزء من حياتكم الزوجية وتشاركاها سويا فى محاولة منكم لبناء أو صنع شخص اخر يسمى حياتكم الزوجية
وإذا حدث بينكم مشكله ما يجب عليكم الهدوء أولا
ثم التفكير فى حلها ثم التحدث بأدب و لطفا وتهذيب ولين مع كلا منكم للأخر ثم الاتفاق على حل هذه المشكلة فلا يوجد مشكله ليس لها حل
فكما جاءت المشكله ترحل ولكن بالهدوء والعقل
وتعلموا جيداً أن لا تنسوا الفضل بينكم أثناء خلافكم أو مشكلتكم ولا تدعوا الغضب يسيطر عليكم
ولا تتعاملا بكبر وعناد وتعالى أثناء خلافكم فالكبر من الشيطان
فأن لم يكن الشيطان متكبرا لما بقى طريدا لعين رجيم
وكمان قال الله عز وجل سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز
بسم الله الرحمن الرحيم
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
صدق الله العظيم سورة البقرة الايه (268)
فلا تدعوا للشيطان مكانا بينكم واتقوا الله فيما بينكم ، فبتقوا الله تسير كل المراكب المتعسرة
فإذا اردتم أن تتزوجوا فتمسكوا جيدا ببعضكم البعض
و تعهدا على إقامة هذه الحياة الزوجية سويا مهما كلفكم الأمر من تعب وجهد وصبر ، ومروا سويا على اى صعاب معا
ولا تنظرا للخلف ولا يفكر أى طرف منكم فى الرجوع للوراء مهدا معا طريق حياتكم الزوجية ولا تستمعا لاى مخلوق يهدم حياتكم بكلمات ساذجه وأفعال قبيحة
فمن يحبكم يساعدكم فى بناء طريق حياتكم الزوجية ويحثكم دائما على إقامتها
إنما من يحفزكم على الهدم ولو بكلمه فهو شخص حاقد مخرب لا يكن لكم أى ذرة حب بداخله
واحترثوا من الغيرة ممن يغيروا منكم فى انفسهم ويكيدوا لكم ،
انظروا للأمام وانتم معا بعد خمسون عاماً واولادكم واحفادكم حولكم وانتم انتجتم منهم خير نتاج للمجتمع
تعلموا وعلموا أن تبنوا ولا تهدموا .
الزواج حياة وميثاق غليظ وامان واستقرار ستسأل عنه يوم الدين وليس بتجربه قابله لفشل أو الهدم ،
فرفقا بأنفسكم ورفقا بزواجكم ورفقا بحياتكم الزوجية والاسريه ورفقا بهذا الميثاق الغليظ وعظمته عند الله عز وجل ورسوله صل الله عليه وسلم .