على المقهى

190

بقلم . حسام جمال الدين

 

يوم مرهق، نفس مشتتة موزعة، خرجت من المنزل أكثر من مرة، يلفت نظري إغلاق معظم المحال التجارية حتى المقاهي جميعها مغلقة، خرجت الآن طلبا لنسمة هواء لم نعد نجدها في المنازل التي حاصر بعضها بعضا حتى لم يعد هناك متنفس مع تلك الرطوبة الخانقة، أجلس وحيدا مع فنجان القهوة ، منتظرا أن يأتي أحد من الرفاق،، لا يزعجني سوي أصوات الدومينو ولاعبيها .

صرت أكثر عصبية من سماع الأصوات العالية، تفقدني راحتي ولحظات الهدوء التي أطلبها ، لم أعد أتحمل، ولست وحدى فالجميع صاروا كذلك الكل يضيق حتى بملابسه، الجميع مطارد بهم لقمة العيش التي صارت عزيزة وتأتي بشق الأنفس كما يقولون، معظم المصريين ليسوا أصحاب أعمال منتظمة ، ومعظمهم دخولهم بالكاد تكفى وفي أحيان كثيرة لا تكفى، دوما في كل أزمة الفقراء هم الوقود وهم الذين يتحملون العبء الأكبر، ومع ذلك فهم وحدهم هم من يمارسون الوطنية بصدق ودون شعارات، يؤدون واجبهم في صمت ويضحكون دون ضجيج ويقومون بلا سأم بما يطلب منهم ويقاومون روح اليأس أن تدب في أوصال المجتمع، فإذا انتهت الأزمة فاز الأغنياء وجمعوا الأرباح وعاد الفقراء أسوأ مما كانوا
وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية