على المقهى
فى الطريق إلى المقهى للقاء صديق ، تقترب الساعة من الثامنة مساء ،كنت أتوقع أن اجد المقهى مزدحما كما تجرى العادة فى مباريات الأهلى والزمالك ، المقاعد كلها تكون محجوزة قبلها بساعة أو أكثر ، لذا فقد كنت ذاهبا وأملى فى العثور على مقعد يكاد يكون معدوما ، اندهشت حينما وصلت إلى المقهى لأجد أماكن كثيرة فارغة ، ماذا تغير ؟ هل توقف المصريون عن شغفهم الذى يقترب من الإدمان بكرة القدم ؟ ، ليست عندى إجابة جازمة ولكن الأقرب فى تقديرى ليس توقف الشغف بالكرة بقدر ما هو معاناة الكثيرين المادية ، قبل ذلك كانت المباريات تذاع على القنوات الأرضية ومع ذلك تجد الناس فى مثل هذه المباريات يتزاحمون على المقاهى لدرجة أن بعضهم يشاهد المباراة واقفا ، جلست مع صديقى المتوتر مسبقا بسبب المباراة وأنا اعذره فقد كنت سابقا أفضل مشاهدة المباراة فى المنزل حتى لا يرى أحد انفعالاتى أثناء أى مباراة ، توقفت منذ زمن ليس قريبا عن متابعة كرة القدم المحلية عموما ونادرا ما كنت أتبع الكرة العالمية ، بالمجمل لم يعد لدى ذلك الشغف بكرة القدم ، سقطت من قائمة الشغف كما سقطت أشياء كثيرة وعادات كثيرة ، اكتشفت أن الشغف بكرة القدم شغف مرضى لا فائدة ترجى من ورائه ، على الأقل بالنسبة لى فأنا توقفت عن لعب كرة القدم منذ السنة الأولى من الجامعة ، ولذلك لا أرى فائدة تعود على من المشاهدة ، المهم قضيت بعض الوقت مع صديقى وغادرته فى منتصف الشوط الأول ، لأذهب للمنزل ، أمارس طقوسى الليلية المعتادة ، فنجان قهوة ، فضاء أزرق ، وإن سنحت الفرصة إكمال كتاب الpdf الذى لم أنهه منذ أكثر من شهر .
حسام جمال الدين