مرتزقة اردوغان.. نسرق الليبين بسبب عدم تنفيذ الوعود

285

كتب – محمود ابراهيم

 

مرتزقة سوريون في ليبيا، بعد أن أمضوا شهورا في طرابلس ومصراتة دون رواتب، أجبروا على نهب ونهب منازل المواطنين الليبيين، وسرقة ما بداخلها.

 

وبحسب آخر إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، أرسلت تركيا أكثر من 18 ألف مرتزق سوري إلى ليبيا، منهم نحو 7 آلاف عادوا إلى سوريا، إضافة إلى نحو 10 آلاف من الجنسيات الأخرى.

وينضم آلاف المرتزقة إلى الميليشيات المتطرفة التابعة لحكومة السراج في طرابلس، والتي تخطط حاليًا للسيطرة على مدينة سرت الاستراتيجية، وسط حالة ترقب دولية خفت مع التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا.

 

  • حالة التنمــــر

كشف موقع بريطاني متخصص في الصحافة الاستقصائية، إنفستيجيتف جورنال، مقره لندن، في تقرير صدر الاثنين 24 أغسطس 2020، أن معظم مرتزقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ليبيا ظلوا بلا رواتب لمدة 5 أشهر، مشكوكًا في جدوى تفاوض وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه  بين حكومة فايز السراج والمستشارة عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي.

وقال طه حمود، أحد أعضاء ما يسمى فيلق المجد ضمن مرتزقة أردوغان، وهو فصيل إرهابي نقلت تركيا المئات من عناصره إلى ليبيا: “لدينا حرية حركة في مصراتة. يمكننا الخروج بمفردنا، وجدنا الكثير من المنازل المهجورة بداخلها ذهب”.

لم يتورع “حمود” خلال المقابلة عن الاعتراف بقيامه ومن معه بنهب منازل الليبيين في مصراتة، قائلًا: “كلنا نشارك في النهب منذ الهجوم التركي على مدينة عفرين السورية واحتلالها، هنا لم يدفعوا لنا ما وعدوا به، لذلك فهي طريقة جيدة لكسب المزيد من المال”.

  • وعود الدولــة العثمانية

وذكر المرتزقة أنهم تلقوا وعودًا براتب شهري يقارب ألفي دولار مقابل القتال في ليبيا، لكن عددًا كبيرًا منهم قالوا إنهم يتقاضون رواتب أقل بكثير، فيما أوضح البعض أنهم بقوا في ليبيا لأكثر من 5 أشهر ولا يتقاضون سوى راتب شهر واحد.

وأشار التقرير للصحيفة البريطانية، إلى أن اللقاء الذي جرى قبل أيام في ليبيا بين وزير الدفاع القطري خالد العطية، والتركي خلوصي أكار ورئيس حكومة الوفاق الغير شرعية فايز السراج، خلال الذي تم الاتفاق على زيادة رواتب المرتزقة السوريين بنسبة 30٪ ، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن بحسب تصريحات المرتزقة.

إلا أن عمر، أحد أفراد “فرقة حمزة” المتمركزة في منطقة عين زارة قرب طرابلس، يعتقد أن هذا “مجرد كلام”.

وأضاف: ” يقول لنا قادتنا أننا سنحصل على رواتبنا قريبًا، لكن هذا لا يحدث، ربما قالوا إنهم سيدفعون أكثر لأنهم اعتقدوا أنهم سيحتاجوننا لمهاجمة سرت، لكن لماذا يحتاجون إلينا الآن؟ في اشارة الى اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه مؤخرًا.

 

يقول عمر، إنه حصل على معلومات تفيد بأن أصدقاءه في سوريا يتمتعون بوصول مادي أكبر من الإرهاب أكثر من أي شخص آخر في ليبيا: “إنهم لا يخبروننا بأي شيء هنا نسمع أخبارا من سوريا ونسمع شائعات أيضا، لا نعرف شيئًا مؤكدًا حتى يحدث”.

رغم الهدنة المعلنة مؤخرًا، تواصل تركيا إرسال المرتزقة وتأجيج الصراع، بغض النظر عن جهود وقف القتال في ليبيا.

من الواضح أن تركيا ملتزمة بإثارة الحرب في ليبيا للاستثمار في الفوضى لضمان بقاء دائم وتوسيع نفوذها وترسيخ حكم الإخوان من خلال دعمها للسراج.

مئات السوريين يغادرون أراضيهم باتجاه قطر وتركيا في مهمة وظيفية وفق الوعود التركية، لكن تغير الوجهة والراتب بمجرد وصولهم إلى تركيا تبدأ عمليات التدريب والتوظيف بإرسالهم إلى ليبيا بمرتبات زائفة والإغراءات.

يرجح أن تخلف تركيا عن سداد مستحقاتها تجاه المرتزقة القادمين من سوريا إلى ليبيا، بسبب تمردهم ورفضهم الانخراط في معارك حرة لا مصلحة لهم فيها سوى الأموال التي تلبي احتياجاتهم، وهو ما تراجعت السلطات التركية عن دفعها.